رقصة الموت بقلمى

رقصة الموت

سكون وصمت يعم المكان وهمهمات تصدر من نساء قد ترك الزمن اثاره على وجوههم

متوشحات باسواد من اعلى الراس الى اخمص القدم يتمتن ويبشرن بحزن قادم

ومن بينهم يخرج ضوء ضئيل من حجرة صغيره تسكن داخلهاسيده جميله يعلو وجهها شجن من شدة المها

وعينيها زائغه فى المكان تبحث عن الوجوه وتنظر لكل منها باشتياق

كأنها لتوها تعلن عن رحيلا ليس له رجوع

وبجانبها طفله ترصد كل ذالك بعينان بريئتان تتحدثان فى صمت تتسائل عما يحدث

وبين نظراتهم الثاقبه لها

تترك المكان وتجلس بمفردها داخل غرفتها

وتبداء فى الرقص الصامت دون موسيقى ولا كلمات ولكنها ترقص فى صمت وتدور داخل صمتها وقلبها بداخله
خوف مترقب شيئا ما

ووسط الصمت المرعب
تشقه صرخه تزلزل ارجاء الكون والمكان
صرخه اذابت قلب الفتاة الصغيره

لتجرى هى على الغرفه الصغيره وهى تسمع لنحيب النساء المتوشحات بالسواد

وعويل طفليين صغيرين ارعبهم صوت الصراخ

والسيده الجميله ممدده على سريرها نائمه حالمه كأنها عروس تستعد للقاء محبوبها

وعلمت الفتاه اخيرا انها فارقت الحياه

لم تبكى الفتاه بل تحجرت دموعها داخل مقلتيها واحتضنت الطفليين كأنها تريد ان تخبئهم مما هم به وكأنها تريد ان تشعرهم بالامان
وتنظر بعيد هناك رجلا فارع الطويل يعلوه وسامة رائعه
عيناه لم تستطع ان تسجن دموعها بل انهمر كأنه سيل عارم

ووقفت الطقله وكأن الدنيا تنقلب راس على عقب
وكأن القدر اعلن انها من اليوم لم تعد الطفله المعهوده
بل سلبت منها طفولتها وبرائتها

وبين مراسم الرحيل وقفت هى ودمعاتها متحجره لاهى تنزل تريحها
ولا هى تظل مكانها حتى تستطيع النظر
وظلت هكذا دون ان ترتمى فى حضن يشعرها بالامان
او يد حنونه تربت على كتفيها
بل تركوها وحدها هى التى تضم وتربت وتحن
وبداخلها صراخ مكتوم يقتلها
يسألها عن الامان والحنان
وشبت الطفله وصارت فتاه تحمل قلب بائس حزين مكسور
يحلم دائما بالحنان والامان
وقد سئم الحياه
وارد الرحيل لانه لم يجد مايبحث عنه
بل انهم بكل قسوه ارادو ان يجعلوه كبش فداء ليسعد لاخريين
ويظل هو مسكين ذو قدر محتوم
بين قلوب لاتعرف الرحمه ولا الرأفه
انها لاتريد كلمة شكر ولكنها تريد ان يتركوها تعيش

وعندما تتذكر هذه الفتاه يوم الرحيل تتذكر رقصتها الاخيره
التى لم تعلم انها كانت رقصة الموت